mercredi 20 juin 2007

عبدة الشيطان

ظاهرة عبدة الشيطان من الظواهر الغريبة على المجتمع المغربي والعربي المسلم، لكنها بدأتتعرف انتشاراً في شكل حلقات محدودة العدد جداً وشبه سرية، داخل أوساط الجيل الجديد من الشباب المتعلم,,هي ظاهرة تعد، بالنسبة الى علم الاجتماع، جزءاً من ضريبة الانفتاح على العالم في عصر العولمة والانترنت، بينما يعتبرها المربون مؤشراً إلى ضياع الجيل الحالي، وعنواناً على أزمة أخلاقية باتت مستفحلة، في زمن انهيار كل القيم,,.بالنسبة الى جواد وزميلته في الدراسة حسناء، ليس الشيطان رمزاً تلصق به كل شرور البشرية، بل هو في معتقد هذين المراهقين «قوة طبيعية وأفضل صديق للبشر لأنه يمثل اللطف والحكمة والاخلاص»,,وأما باقي الأديان السماوية والأرضية الأخرى في فهمهما القاصر الصغير، فما هي الا من صنع البشر! جواد وحسناء تلميذان في السادسة عشرة من العمر، نادراً ما يفترقان أو يختلطان بباقي أقرانهما في المدرسة، كما في خارجها, والذين يعرفون من زملائهما الآخرين أنهما ينتميان الى طائفة عبدة الشيطان، يتجنبون مخالطتهما أو ينظرون الى انتمائهما للطائفة الغامضة بازدراء أو لا مبالاة. من حيث المظهر يبدو عبدة الشيطان بشراً مثل الآخرين، مع بعض التفاصيل المميزة التي يحرصون على الالتزام بها رغم حذرهم الشديد، لأنها تشكل أساس معتقدهم الشيطاني الغريب, وأهمها لباسهم الأسود الطويل ولحاهم المسترسلة (بالنسبة للذكور) والوشوم (جمع وشم) على الذراع أو الساعد، التي تمثل الحيوانات أو الحشرات أو صور الشيطان المرعبة,, وحمل الأقراط في الأذنين، مع وضع نجمة الشيطان في قلادة تعلق على العنق، أو تمثالا يمثل جمجمة بشرية نحتت عليه نجمة الشيطان. وبشكل لا يكاد يثير الشكوك لدى الكثيرين، تحمل حسناء في عنقها قلادة سوداء عبارة عن نجمة خماسية يتوسطها رأس شيطان بقرنين ملتويان الى الخلف، وهي لا تخفي القلادة عن الأعين المتلصصة، بل تعمد في الغالب الى اظهارها للآخرين، بحيث تبدو مكشوفة فوق الجزء البارز من صدرها عكس جواد الذي يحملها على صدره، لكن تحت الملابس,, ويتفادى جواد ورفيقته الرد على استفسارات زملائهما في الدراسة حول معنى الشكل المرعب الذي تمثله القلادة الحديد السوداء، بالتستر خلف صمت مريب, لكنهما يقدمان الى من يلمسان فيه رغبة صادقة في معرفة حقيقة «السر» الذي يخفيانه عن الآخرين، عنواناً الكترونيا على شبكة الانترنت، يقود في الحقيقة الى أكبر موقع لكنيسة الشيطان على الشبكة العنكبوتية! وخارج الثانوية، لا يتعارف جواد وحسناء مع غيرهما من عبدة الشيطان المنتسبين الى الحلقات الأخرى باسميهما الحقيقيين، بل لكل واحد منهما اسم غربي مستعار يعفيه من الكشف عن هويته الحقيقية، فتصير حسناء ديانا وجواد روج (أحمر، باللغة الفرنسية) في حضرة الشيطان وحلقاته من البشر. ضريبة الانفتاح على العالم,,. ينتشر أتباع طائفة الشيطان في غالبية بلدان العالم، حيث يتوفرون على كنائس وتنظيمات علنية في البلدان التي تقر الحرية المطلقة للتعبد (خصوصاً أميركا وفرنسا), لكنهم في المغرب، كما في غيره من البلدان العربية والاسلامية، نادرون ويلتزمون الحذر في الاعلان عن أنفسهم وسط المجتمعات التي يحيون فيها,, «فاذا كان الناس في المغرب كغيره من ديار الاسلام، لا يتسامحون مع مظاهر الالحاد المنكرة لوحدانية الخالق، فكيف يتسامحون مع من «يعبد» الشيطان ؟ !»، يتساءل أحد الفقهاء باستغراب، الذي أنكر معرفته بوجودهم في المغرب وقال «ان جزاءهم هو القتل .....

Aucun commentaire: