mardi 22 mai 2007

المهاتما غاندي...الروح الكبيرة


الزعيم الروحي للهند
المهاتما غاندي
وهب الزعيم الهندي المهاتما غاندي حياته لنشر سياسة المقاومة السلمية أو اللاعنف واستمر على مدى أكثر من خمسين عاما يبشر بها، وفي سنوات حياته الأخيرة زاد اهتمامه بالدفاع عن حقوق الأقلية المسلمة وتألم لانفصال باكستان وحزن لأعمال العنف التي شهدتها كشمير ودعا الهندوس إلى احترام حقوق المسلمين مما أثار حفيظة بعض متعصبيهم فأطلق أحدهم رصاصات قاتلة عليه أودت بحياته.

الميلاد والنشأة
ولد موهندس كرمشاند غاندي الملقب بـ"ألمهاتما" (أي صاحب النفس العظيمة أو القديس) في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول 1869 في بور بندر بمقاطعة غوجارات الهندية من عائلة محافظة لها باع طويل في العمل السياسي، حيث شغل جده ومن بعده والده منصب رئيس وزراء إمارة بور بندر، كما كان للعائلة مشاريعها التجارية المشهورة. وقضى طفولة عادية ثم تزوج وهو في الثالثة عشرة من عمره بحسب التقاليد الهندية المحلية ورزق من زواجه هذا بأربعة أولاد.

دراسته
سافر غاندي إلى بريطانيا عام 1888 لدراسة القانون، وفي عام 1891 عاد منها إلى الهند بعد أن حصل على إجازة جامعية تخوله ممارسة مهنة المحاماة.

الانتماء الفكري
أسس غاندي ما عرف في عالم السياسية بـ"المقاومة السلمية" أو فلسفة اللاعنف (الساتياراها)، وهي مجموعة من المبادئ تقوم على أسس دينية وسياسية واقتصادية في آن واحد ملخصها الشجاعة والحقيقة واللاعنف، وتهدف إلى إلحاق الهزيمة بالمحتل عن طريق الوعي الكامل والعميق بالخطر المحدق وتكوين قوة قادرة على مواجهة هذا الخطر باللاعنف أولا ثم بالعنف إذا لم يوجد خيار آخر.

اللاعنف ليس عجزا
وقد أوضح غاندي أن اللاعنف لا يعتبر عجزا أو ضعفا، ذلك لأن "الامتناع عن المعاقبة لا يعتبر غفرانا إلا عندما تكون القدرة على المعاقبة قائمة فعليا"، وهي لا تعني كذلك عدم اللجوء إلى العنف مطلقا "إنني قد ألجأ إلى العنف ألف مرة إذا كان البديل إخصاء عرق بشري بأكمله". فالهدف من سياسة اللاعنف في رأي غاندي هي إبراز ظلم المحتل من جهة وتأليب الرأي العام على هذا الظلم من جهة ثانية تمهيدا للقضاء عليه كلية أو على الأقل حصره والحيلولة دون تفشيه.

أساليب اللاعنف
وتتخذ سياسة اللاعنف عدة أساليب لتحقيق أغراضها منها الصيام والمقاطعة والاعتصام والعصيان المدني والقبول بالسجن وعدم الخوف من أن تقود هذه الأساليب حتى النهاية إلى الموت.

شروط نجاح اللاعنف
يشترط غاندي لنجاح هذه السياسة تمتع الخصم ببقية من ضمير وحرية تمكنه في النهاية من فتح حوار موضوعي مع الطرف الآخر.

كتب أثرت في غاندي
وقد تأثر غاندي بعدد من المؤلفات كان لها دور كبير في بلورة فلسفته ومواقفه السياسية منها "نشيد الطوباوي" وهي عبارة عن ملحمة شعرية هندوسية كتبت في القرن الثالث قبل الميلاد واعتبرها غاندي بمثابة قاموسه الروحي ومرجعا أساسيا يستلهم منه أفكاره. إضافة إلى "موعظة الجبل" في الإنجيل، وكتاب "حتى الرجل الأخير" للفيلسوف الإنجليزي جون راسكين الذي مجد فيه الروح الجماعية والعمل بكافة أشكاله، وكتاب الأديب الروسي تولستوي "الخلاص في أنفسكم" الذي زاده قناعة بمحاربة المبشرين المسيحيين، وأخيرا كتاب الشاعر الأميركي هنري ديفد تورو "العصيان المدني". ويبدو كذلك تأثر غاندي بالبراهمانية التي هي عبارة عن ممارسة يومية ودائمة تهدف إلى جعل الإنسان يتحكم بكل أهوائه وحواسه بواسطة الزهد والتنسك وعن طريق الطعام واللباس والصيام والطهارة والصلاة والخشوع والتزام الصمت يوم الاثنين من كل أسبوع.. وعبر هذه الممارسة يتوصل الإنسان إلى تحرير ذاته قبل أن يستحق تحرير الآخرين.

حياته في جنوب أفريقيا
بحث غاندي عن فرصة عمل مناسبة في الهند يمارس عن طريقها تخصصه ويحافظ في الوقت نفسه على المبادئ المحافظة التي تربى عليها، لكنه لم يوفق فقرر قبول عرض للعمل جاءه من مكتب للمحاماة في "ناتال" بجنوب أفريقيا، وسافر بالفعل إلى هناك عام 1893 وكان في نيته البقاء مدة عام واحد فقط لكن أوضاع الجالية الهندية هناك جعلته يعدل عن ذلك واستمرت مدة بقائه في تلك الدولة الأفريقية 22 عاما.

إنجازاته هناك
كانت جنوب أفريقيا مستعمرة بريطانية كالهند وبها العديد من العمال الهنود الذين قرر غاندي الدفاع عن حقوقهم أمام الشركات البريطانية التي كانوا يعملون فيها. وتعتبر الفترة التي قضاها بجنوب أفريقيا (1893 - 1915) من أهم مراحل تطوره الفكري والسياسي حيث أتاحت له فرصة لتعميق معارفه وثقافاته والاطلاع على ديانات وعقائد مختلفة، واختبر أسلوبا في العمل السياسي أثبت فعاليته ضد الاستعمار البريطاني. وأثرت فيه مشاهد التمييز العنصري التي كان يتبعها البيض ضد الأفارقة أصحاب البلاد الأصليين أو ضد الفئات الملونة الأخرى المقيمة هناك. وكان من ثمرات جهوده آنذاك:

إعادة الثقة إلى أبناء الجالية الهندية المهاجرة وتخليصهم من عقد الخوف والنقص ورفع مستواهم الأخلاقي.
إنشاء صحيفة "الرأي الهندي" التي دعا عبرها إلى فلسفة اللاعنف.
تأسيس حزب "المؤتمر الهندي لنتال" ليدافع عبره عن حقوق العمال الهنود.
محاربة قانون كان يحرم الهنود من حق التصويت.
تغيير ما كان يعرف بـ"المرسوم الآسيوي" الذي يفرض على الهنود تسجيل أنفسهم في سجلات خاصة.
ثني الحكومة البريطانية عن عزمها تحديد الهجرة الهندية إلى جنوب أفريقيا.
مكافحة قانون إلغاء عقود الزواج غير المسيحية.
العودة إلى الهند
عاد غاندي من جنوب أفريقيا إلى الهند عام 1915، وفي غضون سنوات قليلة من العمل الوطني أصبح الزعيم الأكثر شعبية. وركز عمله العام على النضال ضد الظلم الاجتماعي من جهة وضد الاستعمار من جهة أخرى، واهتم بشكل خاص بمشاكل العمال والفلاحين والمنبوذين واعتبر الفئة الأخيرة التي سماها "أبناء الله" سبة في جبين الهند ولا تليق بأمة تسعى لتحقيق الحرية والاستقلال والخلاص من الظل
م
للاشارة هذا البورتريه مأخوذ عن موقع الجزيرة

mardi 1 mai 2007

الجنس الثالت


خمس أوست ساعات من الجراحة, هي المدة الزمنية التي تستغرقها عملية تغيير الجنس, وهي عملية تقوم على استئصال الجهاز التناسلي الذكوري والعمل على تكوين جهازأنثوي أو العكس, كما يتطلب الأمر إجراء عدة عمليات تجميلية وتناول حبوب هرمونية تقضي على الهرمونات الذكورية في الجسم وتعويضها بهرمونات أنثوية أو العكس.كل ذلك لتتوفر في الشخص كل مقومات الجنس الاخر ,ولايرتبط الأمر فقط بالجانب الفيزيولوجي وإنما بالجانب النفسي المتمثل في سلوكات الفرد وأفكاره التي تميل للجنس الاخر ,وذلك يتطلب أسابيع وشهور ليتماثل الشخص للشفاء وليتأقلم مع وضعه الجديد. وبذلك تكون مرحلة التحول من جنس لاخر مرحلة شاقة في حياة الفرد
ورغم ذلك فقد شهدت الدول العربية إقبالا كبيرا لعدد من الشباب على عمليات تغيير الجنس,إلا أن الظاهرة ورغم نتشارها المتواصل مازالت من الملفات المسكوت عنها والتي يتم التعتيم عليها,رغم التطرق الصريح لعدد من القضايا االحساسة كزنى المحارم و الشذوذ الجنسي وغيرهما.كما لزال المتحولون او الجنس الثالث إن صح التعبير يعيشون في عزلة وصمت خوفا من نظرة المجتمع المحتقرة لهم, ومن الموقف الديني المعارض لمثل هذه العمليات. إلا أن الملفت للنظر هو مساهمة هذا التعتيم في ا نتشار سريع ومتواصل لهذه الظاهرة بالدول العربية ,وفي هذا الصدد يعتبر المغرب وجهة العرب الراغبين بتغيير الجنس ,وذلك لسماحه بإجراء مثل هذه العمليات على اختلافها وبأثمنة منخفضة بنسبة 50في المائة,في حين يقوم الجراح في مصر بثلات عمليات يوميا ,اذ يصل عدد عمليات تحويل جنس الرجال الى 478 عملية مقابل 834عملية تحويل جنس النساء وتلك أرقام تقتصر على القاهرة فقط, أما الغريب فعلا هو أن نجد دولة متشددة وصارمة في حكمها كإيران والتي تصل بها عقوبة الشذوذ الجنسي إلى حد الإعدام ,تسمح بإجراء مثل هذه العمليات كما تساعد ماديا الراغبين في تحويل جنسهم. ولا تعتبر هذة الظاهرة بالحديثة على المجتمع الايراني ,فقبل اربعة عقود تبنى الخميني ذلك الموقف واعتبر ان كل فرد أراد تغيير جنسه الحالي لأنه يشعر وكأنه عالق داخل جسد غير جسده يحق له التخلص من هذا الجسد والتحول الإإل
ى جنس اخر بالإضافة إلى الحصول على أوراق تبوثية جديدة وذلك لوضع حد لمأساتهم,وحسب الخميني فإن مسألة تحويل الجنس لاتتعارض مع الشريعة الإسلامية , ولذلك لايوجد سبب مقنع لعدم إجراء تلك العمليات
وخلافا لماتقدم به الخميني رحمة الله عليه,فقد أجمع معظم العلماء على تحريم مثل هذه العمليات التي تعمدعلى تغيير الخلقة الالاهية, كما ارتأواأن تشبه كل جنس بالاخر هي عملية إحتقار الإنسان لما هو عليه,إذ يقول الله تعالى في سورة النساء الاية 32 ُولاتتمنوامافضل الله بعضكم على بعض, للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسالوا الله من فضله, وقد رأى المفسرون في الاية أنها منعت الرجال من تمني أن يكونوا نساءا كما منعت النساء من تمني أن يكن رجالا ,ولفتت الأنظار إلى أن لكل جنس متسعا لإثبات الذات من خلال جنسه ودعت إلى استباق الفضل بإنجاز العمل الصالح,كما نهي الرسول صلى الله عليه وسلم الرجال عن التشبه بالنساء والنساء عن التشبه بالرجال وبذلك يكون الموقف الديني من هذه العمليات واضحا وصريحا في منعه لها كما رفض مجرد التشبه بالجنس الاخر

ولمعالجة هذه الظاهرة التي باتت تهدد التوازن الطبيعي داخل المجتمعات ,يرى أحد الأطباء الإيرانيون أن الحل يكمن في مراقبة الأهل لأطفالهم منذ الثلات سنوات الأولى في حياتهم وإذا تبين أي خلل في نشأة الطفل فلابد من الإسراع في معالجته حتى لايستعصي الأمرعن الأهل فيما بعد.وبرأي طبيب فرنسي في إحدى العيادات الكبرى في المغرب فإن العديد من عمليات تغيير الجنس التي تم إجراؤها لم تكن لأناس مخنثين ,وإنما لأشخاص ربما لهم خلل نفسي أو تربوي إجتماعي دفعهم إلى الرغبة في تغيير جنسهم, وبذلك تكون مراقبة الطفل في مراحله الاولى أهم مرحلة في حياة الفرد لنشاة طبيعية لاتتخللها أي أزمات نفسية حادة فيما بعد