mardi 1 mai 2007

الجنس الثالت


خمس أوست ساعات من الجراحة, هي المدة الزمنية التي تستغرقها عملية تغيير الجنس, وهي عملية تقوم على استئصال الجهاز التناسلي الذكوري والعمل على تكوين جهازأنثوي أو العكس, كما يتطلب الأمر إجراء عدة عمليات تجميلية وتناول حبوب هرمونية تقضي على الهرمونات الذكورية في الجسم وتعويضها بهرمونات أنثوية أو العكس.كل ذلك لتتوفر في الشخص كل مقومات الجنس الاخر ,ولايرتبط الأمر فقط بالجانب الفيزيولوجي وإنما بالجانب النفسي المتمثل في سلوكات الفرد وأفكاره التي تميل للجنس الاخر ,وذلك يتطلب أسابيع وشهور ليتماثل الشخص للشفاء وليتأقلم مع وضعه الجديد. وبذلك تكون مرحلة التحول من جنس لاخر مرحلة شاقة في حياة الفرد
ورغم ذلك فقد شهدت الدول العربية إقبالا كبيرا لعدد من الشباب على عمليات تغيير الجنس,إلا أن الظاهرة ورغم نتشارها المتواصل مازالت من الملفات المسكوت عنها والتي يتم التعتيم عليها,رغم التطرق الصريح لعدد من القضايا االحساسة كزنى المحارم و الشذوذ الجنسي وغيرهما.كما لزال المتحولون او الجنس الثالث إن صح التعبير يعيشون في عزلة وصمت خوفا من نظرة المجتمع المحتقرة لهم, ومن الموقف الديني المعارض لمثل هذه العمليات. إلا أن الملفت للنظر هو مساهمة هذا التعتيم في ا نتشار سريع ومتواصل لهذه الظاهرة بالدول العربية ,وفي هذا الصدد يعتبر المغرب وجهة العرب الراغبين بتغيير الجنس ,وذلك لسماحه بإجراء مثل هذه العمليات على اختلافها وبأثمنة منخفضة بنسبة 50في المائة,في حين يقوم الجراح في مصر بثلات عمليات يوميا ,اذ يصل عدد عمليات تحويل جنس الرجال الى 478 عملية مقابل 834عملية تحويل جنس النساء وتلك أرقام تقتصر على القاهرة فقط, أما الغريب فعلا هو أن نجد دولة متشددة وصارمة في حكمها كإيران والتي تصل بها عقوبة الشذوذ الجنسي إلى حد الإعدام ,تسمح بإجراء مثل هذه العمليات كما تساعد ماديا الراغبين في تحويل جنسهم. ولا تعتبر هذة الظاهرة بالحديثة على المجتمع الايراني ,فقبل اربعة عقود تبنى الخميني ذلك الموقف واعتبر ان كل فرد أراد تغيير جنسه الحالي لأنه يشعر وكأنه عالق داخل جسد غير جسده يحق له التخلص من هذا الجسد والتحول الإإل
ى جنس اخر بالإضافة إلى الحصول على أوراق تبوثية جديدة وذلك لوضع حد لمأساتهم,وحسب الخميني فإن مسألة تحويل الجنس لاتتعارض مع الشريعة الإسلامية , ولذلك لايوجد سبب مقنع لعدم إجراء تلك العمليات
وخلافا لماتقدم به الخميني رحمة الله عليه,فقد أجمع معظم العلماء على تحريم مثل هذه العمليات التي تعمدعلى تغيير الخلقة الالاهية, كما ارتأواأن تشبه كل جنس بالاخر هي عملية إحتقار الإنسان لما هو عليه,إذ يقول الله تعالى في سورة النساء الاية 32 ُولاتتمنوامافضل الله بعضكم على بعض, للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسالوا الله من فضله, وقد رأى المفسرون في الاية أنها منعت الرجال من تمني أن يكونوا نساءا كما منعت النساء من تمني أن يكن رجالا ,ولفتت الأنظار إلى أن لكل جنس متسعا لإثبات الذات من خلال جنسه ودعت إلى استباق الفضل بإنجاز العمل الصالح,كما نهي الرسول صلى الله عليه وسلم الرجال عن التشبه بالنساء والنساء عن التشبه بالرجال وبذلك يكون الموقف الديني من هذه العمليات واضحا وصريحا في منعه لها كما رفض مجرد التشبه بالجنس الاخر

ولمعالجة هذه الظاهرة التي باتت تهدد التوازن الطبيعي داخل المجتمعات ,يرى أحد الأطباء الإيرانيون أن الحل يكمن في مراقبة الأهل لأطفالهم منذ الثلات سنوات الأولى في حياتهم وإذا تبين أي خلل في نشأة الطفل فلابد من الإسراع في معالجته حتى لايستعصي الأمرعن الأهل فيما بعد.وبرأي طبيب فرنسي في إحدى العيادات الكبرى في المغرب فإن العديد من عمليات تغيير الجنس التي تم إجراؤها لم تكن لأناس مخنثين ,وإنما لأشخاص ربما لهم خلل نفسي أو تربوي إجتماعي دفعهم إلى الرغبة في تغيير جنسهم, وبذلك تكون مراقبة الطفل في مراحله الاولى أهم مرحلة في حياة الفرد لنشاة طبيعية لاتتخللها أي أزمات نفسية حادة فيما بعد




Aucun commentaire: