dimanche 27 avril 2008


نسيمة الحر الوجه الإعلامي الحاضر الغائب

بابتسامتها العريضة ونظراتها المستفزة, وبثقتها المتناهية وجرأة طرحها, استطاعت نسيمة الحر الإعلامية المغربية بامتياز, ابنة مدينة الدار البيضاء, فرض وجودها بالحقل الإعلامي لمدة ست وعشرين سنة, جعلت فيها لنفسها اسما راسخا في أذهان المجتمع المغربي, من خلال أول تألق لها في برنامج" بصراحة" على القناة المغربية الثانية.

البرنامج الذي كان له وقع كبير على الشارع المغربي, لطبيعة القضايا الاجتماعية الجريئة, التي كان يتناولها, والتمكن الجيد لمقدمته في تسييره, والاختيار الذكي للمواضيع المنبثقة من المجتمع,برنامج حصلت فيه الحر على نسبة عالية من المشاهدة والمتابعة, وطبعته ببصمتها المتفردة, التي تجسد قوة إعلامية, لها الجرأة الكافية للتعبير عن رأيها بمصداقية, جرأة انتقدها البعض, ورآها تتسم بنوع من الاستفزاز ومقاطعة الضيوف, ليختفي البرنامج بعد أزيد من ثلاث سنوات رفقة المشاهد المغربي.

نسيمه الحر, والتي لم تضع حدا لمشوارها التلفزيوني بسبب هذه الانتقادات, استأنفت مشوارها بإطلالة جديدة لم يألفها بها الجمهور, وهي برنامج السهرة لكم, القائم على منوعات غنائية وحوارات مع مطربين ومطربات, ولكنه برنامج لم تستطع أن تعمر فيه طويلا, بعد أن عاتبها الكل عن طريقة تحاورها مع الفنانين, بنوع من التعالي الملحوظ, والحكم عليها بالفشل في تقديم مثل هذه النوعية من البرامج, الأمر الذي جعل نسيمة الحر تختفي مجددا, لتظهر من جديد بالثوب الذي تعودنا عليها به, وهو الثوب الاجتماعي, وهذه المرة تحت عنوان " لكم الكلمة" الذي يناقش المواضيع الاجتماعية من صميم الواقع المغربي, مع التركيز على الريبورتاجات والشهادات الحية التي تعكس نبض الشارع, برنامج عادت من خلاله نسيمة الحر إلى الواجهة بنفس الشموخ والثقة التي برزت بها في أول ظهور لها.

سنة2005, تصدرت الحر الفضائيات العربية والغربية ,والصحف الوطنية والأجنبية, ليس بسبب نجاحها ولكن, بعد تعرضها لتهديد متطرفين إسلاميين معجبين بها بالقتل إذا لم ترتد الحجاب, لتوضح نسيمة الحر قائلة" إن ثلاثة أشخاص مقنعين يحملون سيوفا حاولوا اقتحام شقتي في عمارة بسيدي البرنوصي, إلا أنهم لم يتمكنوا من ذلك, بسبب سياج حديدي وضعته أمام باب الشقة, وقالوا نحن نحبك ومعجبون بك وفي حال لم ترتد الحجاب سنقتلك", تهديد لم يكن ليحجب الحر عن الجمهور, وهي التي تعبر عن المرأة القوية الشامخة التي تستفز ولا تستفز.

وامتدادا لبرامجها الاجتماعية السابقة, أطلت سنة 2006 نسيمة الحر, على متتبعيها في برنامج يتسم بدقة أكثر في إثارة القضايا,وبنهج الاحترافية والموضوعية الواعية والمسؤولة في الطرح, كمحاولة للاستفادة من تجارب رائدة ومعبرة لأشخاص عانوا مرارة المحنة, ثم استطاعوا تجاوزها بشكل أو بآخر,مضمون استطاعت نسيمة الحر تلخيصه تحت عنوان" وتستمر الحياة" البرنامج الذي لم يكتب له العيش طويلا على الشاشة, لتختفي من جديد, وتظل نسيمة الحر الوجه الإعلامي الحاضر الغائب.